هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين
من دونه " ( لقمان : آية 11 )
يقول العالم فترلنك في كتابه ( حياة النحلة
) :
" لو أن أحدا من عالم آخر هبط إلى الأرض وسأل عن
أكمل ما أبدعه منطق الحياة ، لما
وسعنا إلا أن نعرض عليه مشط الشمع المتواضع الذي يبنيه النحل
" .
ويقول كريس موريسون - رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك - بعد
أن يستعرض وظائف الملكة والعاملات في خلية النحل "
لا بد أن يكون هناك خالقا أرشدها إلى كل تلك الأعمال
العظيمة التي تقوم بها بإتقان بديع " .
وفي حياة النحل أسرار عجيـبة اكتشف الإنسان في العصر
الحديث بعضا منها، ومازال هناك
الكثير من تلك الأسرار التي أودعها الله في ذلك الكائن الحي الذي
أوحي إليه.
يقول الكاتب الفرنسي جان لوي داريفول
: " إن النحل يسلك في طيرانه نفس الطرق المعروفة ،
ويتجنب بعناية فائقة التحليق فوق
المسطحات المائية الواسعة كالبحار والبحيرات، كما يتحاشى اجتياز
الجبال " .
ويقول أيضا : ." إن
للنحلة الواحدة حياة محتمة ومقدرة مسبقة ، تخضع لقواعد محددة تحول دون شيوع الفوضى ، ولها سلوك محكوم كليا منذ أيام
حياتها الأولى تبعا للقوانين النافذة والمعمول بها في
الخلية
قال تعالى:
" وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا
ومن الشجر ومما يعرشون ، ثم كلي من كل
الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مخـتلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون " ( سورة النحل : آية 68
- 69 )
رحلة البحث في موضوع النحل والعسل لفتات تجعل المرء يسرح في عالم آخر فيه ملكة وعاملات.. وفيه نظام
وانضباط .. وفيه تناغم واتساق .. وكلها مظاهر من عظمة
الخالق المبدع الذي جعل من أمة النحل مثالا يحتذى
به في التعاون والنظام . الكل يعمل حسب سنه ودوره . المهندسات والبناءات يشيدن قرص النحل . والعاملات يقمن برحلات للكشف عن أماكن الرحيق
. والكيميائيات يتأكدن من نضوج العسل وحفظه
.
والخادمات يحافظن على نظافة الشوارع والأماكن العامة في الخلية . والحارسات على باب الخلية يراقبن من دخل إليها ومن خرج .. يطردن الدخلاء أو من أراد العبث بأمن الخلية . فمن علم هؤلاء كل هذا ؟ ومن أوحى لهن هذه الأدوار ؟
إنه رب العالمين الذي يقول :
" وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا
أمم أمثالكم " ( الأنعام : آية 38 )
فسبحان الله تعالى : " الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين " السجدة :
آية 7 )(
" صنع الله الذي أتقن كل شيء " ( النمل : آية 88 )